مصرع مواطن أمريكي خلال مطاردة الشرطة له قبل عامين تعود إلى الواجهة.. الصحافة والسلطات تنشران مقاطع فيديو متضاربة للوقائع

بيّنت تسجيلات فيديو نشرتها هذا الأسبوع شرطة ولاية لويزيانا جنوب الولايات المتحدة، مصرع مواطن ذي أصول أفريقية خلال مطاردة عناصرها له قبل عامين، ما يدحض الرواية التي ساقتها الشرطة لملابسات وفاته وأنه لم يلقَ حتفه على الفور جرّاء اصطدام سيارته بشجرة كما قالت يومها بل قضى بعد اعتقاله.
وأضاف “من المؤسف أن الطريق للوصول إلى هنا اليوم استغرق كل هذا الوقت الطويل”، مؤكدا أن المقتطفات التي نشرتها وسائل الإعلام الأربعاء “لم تكن كاملة ولا موضوعة في سياقها”.
وسب “فرانس بريس” أظهرت التسجيلات التي نشرتها وسائل الإعلام عناصر الشرطة وهم يفتحون باب سيارة غرين ويصعقونه بواسطة مسدس كهربائي بينما كان يصرخ “أنا آسف” و”أنا خائف”.
وفي ماي 2020، رفعت عائلة غرين دعوى قضائية ضد الشرطة متهمة إياها بالتسبب بوفاته.
وقال الكابتن لامار ديفيس، أحد القادة الأمنيين، خلال مؤتمر صحفي الجمعة إن الشرطة “كانت لديها كل النية (…) لإظهار جميع الأدلة والمعلومات المناسبة في الوقت المناسب”.
وحاولت شرطة لويزيانا تبرير سبب إبقائها هذه التسجيلات سرية واضطرارها للإفراج عنها بعد أن نشرت وسائل الإعلام التسجيلات الأخرى.
ويُسمع في التسجيل شرطي يقول “لقد كبّلته وكل شيء، بينما كنا نحاول السيطرة عليه (…). لقد حاولنا إجباره على البقاء على الأرض، لأنه كان يبصق الدم في كل مكان ثم فجأة، فجأة، ارتخى جسده”.
لكن وسائل إعلام أمريكية نشرت الأربعاء الماضي مقتطفات من تسجيلات فيديو توثق عملية توقيف غرين، الأمر الذي دفع بالشرطة لأن تنشر الجمعة تسجيلات فيديو أخرى لعملية التوقيف. ودحض مضمون هذه التسجيلات تلك الرواية الأصلية التي سردتها الشرطة لملابسات مصرع الرجل.
ووفقا لعائلته فقد أكدت الشرطة أن غرين قضى على الفور من جراء اصطدام سيارته بشجرة أثناء المطاردة. لكن لاحقا أقرت الشرطة بأن الرجل لم يفارق الحياة في الحال وأن عناصرها استخدموا القوة لتوقيفه، مؤكدة في الوقت نفسه أن لجوءهم للقوة كان مبررا.
وفارق رونالد غرين الحياة عن 49 عاما في 10 ماي 2019 في مونرو بعد مطاردة بوليسية دارت رحاها في شوارع المدينة الواقعة في شمال الولاية حين حاول شرطيون إيقاف سيارته بعد ارتكابه مخالفة مرورية لكنه حاول الفرار منهم.
من جهتها، نشرت الشرطة تسجيلات فيديو التقطتها كاميرات مثبّتة على ملابس عناصرها وصورت الوقائع من زوايا مختلفة، وقد ظهر فيها غرين وهو يتأوه ألما على الأرض من دون أي مقاومة ظاهرة من جانبه.

وقالت العائلة يومها إنها رفعت الدعوى بعدما تبيّن لها أن مقدمة سيارة غرين لم تظهر عليها علامات اصطدام، كما أظهرت نتائج تشريح مستقل للجثة إصابات في الرأس تتعارض مع حادث سيارة.
بعدها طرحه شرطي أرضا وضغط بذراعه على رقبته وضربه على وجهه، قبل أن يتعرّض غرين للصعق بالمسدس الكهربائي مرة أخرى ثم يُترك ووجهه ملصق بالأرض ويديه مكبلتين لدقائق عديدة.
وفي شتنبر 2020، فتح مكتب التحقيقات الفدرالي تحقيقا في وفاة غرين.