الرئيسية / أخبار إقتصادية / الرميد يعتقد أن قدف المغاربة في البحر لسبتة المحتلة نوع من الضغط على إسبانيا

الرميد يعتقد أن قدف المغاربة في البحر لسبتة المحتلة نوع من الضغط على إسبانيا


وقال آخرون “يجب أن يحاكم هو و كل المسؤولين عن هذه الكارثة لارتكابهم جريمة ضد الإنسانية وزير حقوق الانسان بهذا .يؤكد أن المغرب القى بالمئات من الأطفال إلى البحر رسميا وهو بذلك يستحق أن يحاكم أمام الجنايات الدولية أسوة بإسرائيل التي قال نفاقا بأنها تقوم بأفعال يحرمها القانون الدولي، في حين أنه وحزبه من المطبعين”.
واسترسل قائلا “قد يقول بعض التبريريين إن رئيس تركيا أردوغان لعب ورقة هجرة السوريين إزاء دول الاتحاد الأوروبي وحصل على بضعة مليارات دولار مقابل منعهم من العبور إلى أراضيها، وبالتالي يجوز الاقتباس منه. لكن أردوغان لم يرسل أتراكا من بني جلدته، ولم يستهتر بمستقبل ألف وخمسمائة من أبناء وأحفاد مواطنيه في مساومة رخيصة أخلاقيا وإنسانيا وسياسيا، ناهيك عن أنّ المغرب لم تتدفق إليه ثلاثة ملايين من اللاجئين السوريين. ولا أميز بين قيمة الأتراك والسوريين والمغاربة خاصة عندما يتحملون تكاليف خلافات أو أزمات سياسية ليس لديهم يد فيها من الأساس.”
وشدد الشرقاوي على أن “هناك حد فاصل بين الضغط السياسي والإسفاف اللانساني. وضخُّ 7000 من الراغبين في الهجرة وأيضا ممن هجّرتهم الدولة إلى سبتة للضغط بشبح الهجرة غير النظامية لن يحرج مدريد أو الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، بقدر ما يستعرض فشل حكومة الرباط في احتواء أزمة الاحتباس المعيشي ومعدلات البطالة المرتفعة بين سكان الفنيدق وبقية المناطق المتضررة من إغلاق باب سبتة وإيقاف الحركة التجارية في حقبة كورونا. هو افتعال أزمة خارجية مع جيران الشمال للتمويه عن أزمة داخلية متدهورة وتعثر ما كان ينبغي أن يكون التقرير الجديد للجنة النموذج التنموي وتأجل صدوره لقرابة العام. فماذا وضعت الرباط وعمالة الفنيدق من خطط استباقية للحد من معاناة السكان المحليين مع شظف العيش وانسداد الآفاق”.
وأضاف” هي بدعة سياسية مغربية: طاحت الصمعة، نعلّقو الحجام”. ويجوز بها القفز إلى الأمام وتصدير المسؤولية من فشل التنمية إلى تفعيل الهجرة. وأسوء ما في مشاهد الإنزال البشري على ساحل سبتة هو توظيف 1500 من الأطفال الأبرياء من جيل كان من المفترض أن تحرص الدولة على ضمان وصولهم إلى فصول الدراسة ومراكز صقل مواهبهم وتعزيز مهاراتهم، وإلهامهم بمستقبل مغربي وقناعات مغربية، بدلا من تسخيرهم بضاعة سياسية للانتقام من حكومة مدريد. ولن تجد منصات إعلام التضليل والتبرير سبيلا إلى تطبيع آخر مع المهاترة بمصير هذه الحشود من أطفال تائهين أمام ما يحدث. ولا ينبغي التغطية أو التواري عن حقيقة أن نقل هؤلاء الأبرياء إلى ساحل سبتة كان لأي اعتبارات واهية. ولا يمكن وصفها إلا بأنها غير إنسانية على الإطلاق للرد الانتقامي على قبول مدريد دخول ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو أراضيها لـ”اعتبارات إنسانية”، كما بررت ذلك الحكومة الإسبانية. كان من المفترض أن يكون مستقبل هذا الحشد من أطفال المغرب خطا أحمر على أهل الأمر في الرباط وأهل التنفيذ في ولاية طنجة التي شهدت اجتماعات طارئة صاخبة يوم الإثنين”.
وأضاف “أما وان اسبانيا لم تفعل، فقد  كان من حق المغرب أن يمد رجله، لتعرف  اسبانيا حجم معاناة المغرب من أجل حسن الجوار،  وثمن ذلك، وتعرف  ايضا أن ثمن الاستهانة بالمغرب غال جدا، فتراجع نفسها وسياستها وعلاقاتها، وتحسب لجارها المغرب ما ينبغي أن يحسب له، وتحترم حقوقه عليها، كما يرعى حقوقها عليه”.
وقال “قررت حكومة مدريد تعزيز عدد جنودها في سبتة. وعندما تباشر السلطات الإسبانية عملية إعادة ترحيل جلّ المهاجرين والمهجّرين أو عدد منهم إلى المغرب، كيف سيمكن لهؤلاء القاصرين إعادة تأهيل نفسياتهم وأذهانهم ونسيان أحلامهم الملتهبة في صدورهم، بعد أن وطأت أقدامهم “أرض إسبانيا”، وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق “الحلم الأوروبي”. هم عينة من جيل حالم حتى النخاع يعيش الغربة في الداخل ويستميت من أجل تحقيق ذاته في الخارج. هم جيل يؤمن أن “هناك” أفضل من “هنا”، ويعيش ويفكر ويحلل ويخطط بمنطق واحد “نمشي ندبّر… نموڤي على راسي تمّى في الخرييج..!” وقبل أشهر قليلة، ظهر عدد من القاصرين والشباب المغاربة بعد تسللهم إلى سبتة في تسجيل مصور يناشدون الملك محمدالسادس عدم السعي لعودتهم إلى المغرب، وهم يعلنون أنهم “تركوا الجمل بما حمل”. ولا غرابة أن يتماهى أطفال الإنزال في سبتة اليوم وشباب التسلل بالأمس في الهتاف الحماسي منذ اللحظة الأولى Viva España!”
محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية الصراعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأمم المتحدة سابقا، تسائل بدوره من خلال تدوينة تحت عنوان “من دبلوماسية الانفعال.. إلى دبلوماسية الإنزال الجماهيري!”، نشرها على صفحته بموقع “فيسبوك” هل ضاعت بوصلةُ الحكمة والحسابات الدقيقة في نسق الدبلوماسية المغربية، أم أن مزاج التشنج والارتجال السياسي أصبح لسان حال الرباط في التعامل مع دول الجوار الأوروبي؟
وكتب آخرون “وزير حقوق الإنسان يقول أن المغرب مد رجله بفتح الأبواب لمواطنيه للزحف على إسبانيا العنيدة…لقد مد المغرب أشياء أخرى غير الرجل؛ أهمها كرامته التي هي من كرامة أبناءهمشهد كارثي بكل ما للكلمة من معنى!! و إن كان الأمر مخططا له كما نفهم من منشورك فلكَ الله يا وطني !!!!”.
وأثارت تدوينة الرميد استفزاز وغضب شريحة واسعة من المغاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انهالت التعليقات المنتقدة لتصريحاته أو ما سماه الرميد بـ “مجرد رأي” بعد دقائق قليلة من نشرها.
وتابع “فلم تنفرج بعدُ أزمة القطيعة مع السفارة الألمانية ودراما الأوامر التي وجهها وزير الخارجية إلى رئيس الحكومة بمنع التواصل معها ومع خمس مؤسسات ألمانية تعمل في المغرب واستدعاء السفيرة المغربية من برلين حتى بدأ السيرك الجديد واستخدام آلاف المغاربة بمثابة كومبارس العرض غير الدبلوماسي في مسرحية “ليلة الانتقام من مدريد، هي مفارقةٌ مدوية في زمن الأقزام عندما أصبح البعض يقحم في دبلوماسية المغرب ألاعيب “حابا”، و”غميّضة”، و”كاش كاش”، و”دينفري” في محاولة تحدّيه لعواصم أوروبية معينة. وقد صحت قارات العالم هذا الصباح على مشاهد إنزال 7000 من المغاربة من الفئات غير الميسورة، من بينهم 1500 من الأطفال، على ساحل سبتة. ويستغرب الأمريكيون والأوروبيون والأسيويون وغيرهم من الغاية من هذه الموجة المفتعلة للهجرة غير النظامية، ومدى اتساق ذلك المشهد مع القواعد المتعارف عليه في إدارة الخلافات بين الدول. وكم من أزمة تم تفاديها بشكل استباقي أو الخروج منها من خلال النَفَس الدبلوماسي الملتزم بإيجاد حلول ولو عبر خطوط هاتفية ساخنة إذا تعذرت اللقاءات وجها لوجه”.
فيما اعتبر البعض الآخر أن فضيحة الهجرة الجماعية تفرض على الحكومة تقديم استقالتها، متابعين “لو كنتم حكومة تحترم نفسها و شعبها لقدمتم استقالتكم، هذا المنظر وحده كفيل بأن نعرف ان من يحكم المغرب مافيا، حتى أطفال غزة لا يقبلون بالهجرة و هم تحت القصف، كيف لوطن أن يفرط في أطفاله؟ كيف لأطفال في بداية حياتهم أن يصبح حلمهم الوحيد هجرة الوطن؟ من جعل من هذا البلد الجميل في عيون الأجانب جهنما لأطفاله ؟”.
وعلق أحد النشطاء ردا على تدوينة الرميد قائلا “وزير حقوق الإنسان يتبنى نزوح الأطفال و المخاطرة بهم كسياسة للدولة في تدبير خلافاتها !! أمر فظيع فعلا. أليست الدولة مسؤولة عن حماية مواطنيها و سلامتهم البدنية و أمنهم الشخصي !!! و سيأتي من سيطبل لدهاء الدولة السياسي و لاختراقاتها الديبلوماسية”.
واعتبر الرميد من خلال تدوينته، أن “الهجرة الجماعية” للمغاربة نحو سبتة المحتلة درسا لإسبانيا ونوعا من الضغط. عليها.
وتابع “لماذا لم تقم اسبانيا بالاعلان عن وجود المعني بالأمر على ترابها بهويته الحقيقية؟ أليس ذلك دليلا على انها متأكدة من أن ما قامت به لا يليق بحسن الجوار  ؟،ماذا لو كان المغرب هو من فعل ما فعلته اسبانيا؟ “.
وطرح الرميد مجموعة من الأسئلة من قبيل؛ “ماذا كانت تنتظر اسبانيا من المغرب، وهو يرى أن جارته تأوي مسؤولا عن جماعة تحمل السلاح ضد المملكة؟، ماذا كانت ستخسر اسبانيا لو أنها قامت بالإجراءات اللازمة في مثل هذه الاحوال لأخد وجهة نظر المغرب بشان استضافة شخص يحارب بلاده؟”.
علق وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، من خلال تدوينة نشرها بصفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، على استضافة إسبانيا لإبراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، وعلى الهجرة “الشبه الجماعية” التي أقدم عليها المغاربة، بمختلف فئاتهم، يوم أمس الإثنين الـ17 من ماي الجاري.
وأفاد الرميد في تدوينته قائلا “إن إقبال دولة إسبانيا على استقبال رئيس جماعة البوليزاريو المسلحة، وإيوائه بأحد مستشفياتها بهوية مزورة، ودون اعتبار لحسن الجوار الذي يوجب التنسيق والتشاور، أو على الأقل الاخبار في مثل هذه الاحوال، لهو إجراء متهور غير مسؤول وغير مقبول إطلاقا”.
وأوضح قائلا “قد يسهل احتواء التهوّر بقرارات انفعالية في الداخل. لكن المجازفة بإجراءات جامحة في السياسة الخارجية ليست مغامرة هينة. وكما يقول تود هول في كتابه “دبلوماسية العواطف: العاطفة الرسمية على الساحة الدولية» Emotional Diplomacy: Official Emotion on the International Stage فإن المغرب أصبح يستخدم لغة العواطف، “ومنطقه الذى لا منطق له، لكى يفتح مجالات جديدة غير متعارف عليها، ولا يمكن التنبؤ بمسارها، استجابة للمتغيرات التى لا يمكن توقعها فى عالم اليوم.”
وأضاف آ خر “الأطفال القاصربن مكانهم المدرسة والتعليم الإجباري حتى سن الثامن عشر وليس الزج بهم في المعارك السياسية…… ضحكتو العالم علينا……”.
وقال الرميد إنه من الواضح أن “إسبانيا فضلت علاقتها بجماعة البوليزاريو وحاضنتها الجزائر على حساب علاقتها بالمغرب”، مسجلا أن “لمغرب ضحى كثيرا من أجل حسن الجوار، الذي ينبغي أن يكون محل عناية كلا الدولتين الجارتين، وحرصهما الشديد على الرقي به”.
واعتبر أن الأمر أصبح” دبلوماسية انفعالية إزاء إسبانيا وقبل شهرين إزاء ألمانيا تنم عن إحدى ثلاث عواطف أساسية تلعب الدول اليوم على أوتارها لتوصيل رسائل معينة للأطراف الدولية الأخرى، كما يوضح الكاتب هول. وهذه العواطف هى “الغضب، والتعاطف، والإحساس بالندم أو الذنب. كلها عواطف يمكن اعتبارها ردود فعل على مواقف سلبية تواجهها دولة ما مثل تعرضها لانتهاك مصالحها أو قيمها، أو رؤيتها لمعاناة شعب دولة أخرى، أو أن تتسبب هى نفسها فى إيذاء مصالح وقيم الآخرين بشكل قد يتسبب فى نشوب الصراعات والحروب، كما كتبت عقب الأزمة مع السفارة الألمانية في الرباط، لماذا تمعن الرباط في موقف تصعيدي، بدلا من اتباع دبلوماسية جدلية وتفاعلية تسعى لتقريب المواقف بدلا من تصلّبها مع برلين وغيرها، هكذا هي طبيعة الأزمات والصراعات: تبدأ بخلاف محدود ثم تتحوّل إلى ما يعتبره منظر الصراعات الممتدة إدوارد عازار بمفهوم Genesis of conflict أو نشأة الصراع”.
وفي ختام تدوينه أشار إلى أن ” رئيس وزراء ووزير داخلية اسبانيا يسارع بالسفر إلى سبتة ومليلة لمعاينة الموقف واتخاذ إجراءات إضافية لحماية الحدود. وتكمن المفارقة أن هذه الحدود التي تقع جغرافيا شمالي المغرب، وليس في جنوب إسبانيا، ستتجه نحو عمليات الرصد والمراقبة وزيادة ارتفاع الجدران والأسلاك الشائكة، وكأنه مشهد المنطقة منزوعة السلاح DMZ بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. وسيزيد تصعيد الأزمة مع مدريد إلى ردود أخرى وتغير الموقف لدى حلفائها في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل. سيتحول باب سبتة من منطقة تجارية ومصدر عيش لعدد من سكان الفنيدق وتطوان إلى قلعة عسكرية تجسد معالم الاستعمار الاوروبي الممتد عبر المكان والزمان”.
وتابع “بالأمس، تم استدعاء سفيرة المغرب في برلين. واليوم، يتم استدعاء سفيرة المغرب في مدريد. فمن من سفراء/سفيرات المغرب يحضّرون حقائبهم لعطلة مفتوحة في صيف المغرب ذي الأعصاب الساخنة تأهبا للأزمة القادمة! قد يحين الدور لسفيري المغرب في بروكسيل وامستردام!”.

عن y2news

اترك تعليقاً