الرئيسية / أخبار إقتصادية / نشطاء مغاربة يعوّلون على الانتخابات المقبلة لإسقاط الساعة الإضافية

نشطاء مغاربة يعوّلون على الانتخابات المقبلة لإسقاط الساعة الإضافية


وعلى الرغم من أن الحكومة قررت منذ نحو ثلاث سنوات تأبيد التوقيت الصيفي طيلة السنة، مع العودة إلى التوقيت العادي خلال شهر رمضان، فإن عددا من المغاربة ما زالوا ينادون بإلغاء هذا القرار، والعودة إلى اعتماد توقيت غرينيتش.
ويرى مؤيدو هذا الطرح أن شهر رمضان خلال السنوات المقبلة لن يأتي في فصل الصيف إلا بعد ست عشرة سنة، وبالتالي فإن الحكومة لن تضطر إلى تغيير الساعة أربع مرات إن هي طبقت “الساعة الإضافية” في فصل الصيف فقط.
وترى رقية أشمال، في تصريح لهسبريس، أن السلطة التنفيذية كان عليها أن تتشاور مع المواطنين لمعرفة رأيهم في التوقيت الصيفي، ليس فقط في الجانب الاقتصادي، بل أيضا في ما يتعلق بصحتهم النفسية والجسمية، وحالتهم الاجتماعية، والإيقاع الزمني لتدريس أطفالهم ومردوديتهم.
وتنصبّ انتقادات أغلب الرافضين للتوقيت الصيفي على تأثيراته السلبية على صحتهم وراحتهم، حيث أكدت رقية أشمال أن عددا من الدراسات وتصريحات خبراء أكدت أن تغيير الساعة خلال السنة يشكل أمرا سلبيا على الصحة.
ويبدو من خلال تصفح تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن عددا كبيرا من المغاربة يرفضون التوقيت الصيفي ويفضلون العودة إلى توقيت “غرينيتش”، ويبررون ذلك يكون التوقيت الصيفي يؤثر على نفسيتهم بسبب ارتباك ساعتهم البيولوجية، ويجعلهم “في سباق مع الزمن”، فضلا عن المشاكل التي يتسبب فيها خلال فصل الشتاء، حيث يغادر الناس وأطفالهم بيوتهم في الصباح تحت جنح الظلام.
ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والجماعية لهذه السنة، اقترح عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي استغلال عامل الانتخابات من أجل تحقيق مطلب إسقاط الساعة الإضافية، عبر التصويت للحزب الذي سيضمّن برنامجه الانتخابي وعدا بالعمل على إلغاء التوقيت الصيفي.
وكانت الحكومة قد بررت تطبيق التوقيت الصيفي بمنافعه على المستويين الاقتصادي والربح الطاقي، غير أن كثيرا من المغاربة يشككون في تحقق منافع من “الساعة الإضافية” في غياب دراسة تؤكد ذلك بالمعطيات الرقمية.
مباشرة بعد إعلان الحكومة عن العودة إلى التوقيت الصيفي (غرينيتش+1)، توالت ردود فعل المواطنين الرافضة لـ”الساعة الإضافية”، مطالبين بإسقاطها، نظرا لما لها من آثار نفسية بسبب خلخلة الساعة البيولوجية للإنسان.
وذهب نشطاء آخرون إلى اقتراح سلْك درب الديمقراطية التشاركية كطريق لإلغاء التوقيت الصيفي الذي يشكك كثيرون في جدواه على المستوى الاقتصادي والطاقي، وذلك عبر تقديم عريضة إلى الحكومة في الموضوع.
وزادت قائلة: “هذا هو ما نعيشه كأفراد أو في علاقتنا مع البنيات الاجتماعية التي نتعامل معها من اضطراب الساعة البيولوجية وما لها من انعكاس على مستوى حدوث المخاطر الصحية التي تكون في الأيام الأولى التي تلي تغيير الساعة، والتي تزاوج بين النفسي والجسدي”.
وإذا كانت الحكومة قد بررت تأبيد التوقيت الصيفي طيلة السنة بتفادي تغيير الساعة أربع مرات، فإن مغاربة يرفضون هذا التبرير، بداعي أن البلدان التي تضيف ساعة إلى توقيتها العادي تطبق ذلك في فصل الصيف فقط.
في هذا السياق، قالت رقية أشمال، الكاتبة العامة لمنتدى المواطنة، إن السلطة التنفيذية كان حريا بها وفقا للقواعد الدستورية المتعلقة بالديمقراطية التشاركية للمواطنين والمواطنات، أن تجري تشاورا مع المغاربة لإبداء آرائهم عبر منصات رقمية أو صيغ تشاورية أخرى بخصوص آثار هذه الساعة نفسيا، واجتماعيا واقتصاديا.
وفي الوقت الذي تنوه فيه الحكومة بإيجابيات الساعة الإضافية على الاقتصاد الوطني والمخزون الطاقي للبلاد، أكدت الكاتبة العامة لمنتدى المواطنة أن المكتسبات الاقتصادية والطاقية يواكبها أيضا تحدي “الحفاظ على العنصر البشري والاستثمار فيه بالقدر الذي نفكر في الاستثمار الطاقي، ذلك أن الإنسان هو الإمكان الطاقي الأول لكل الشعوب والدول”.

عن y2news

اترك تعليقاً