الرئيسية / أخبار إقتصادية / المكتب الشريف للفوسفاط..اللُّباب الذهبي يلمع في مياه صديقة للبيئة

المكتب الشريف للفوسفاط..اللُّباب الذهبي يلمع في مياه صديقة للبيئة


ولتعويض المياه الصالحة للشرب المخزنة تحت الأرض، قام المكتب الشريف للفوسفاط بتطوير “برنامج الماء” الذي يُتوخى منه المساعدة على تحقيق الأهداف المرجوة دون الإضرار بالموارد الوطنية، ويقوم هذا البرنامج على ركيزتين أساسيتين، الأول يتعلق بترشيد استعمال المياه على طول سلسلة الانتاج، والثاني يتعلق باستغلال الموارد غير التقليدية مثل مياه الصرف الصحي المصفاة ومياه البحر المحلاة.
أنبوب اللُباب

وقد تم إنجاز وتشغيل الأنبوب الناقل للباب الفوسفاط بين مغسلات بني عمير الضاوي-لمرح الأحرش وقاعدة تحويل الفوسفاط بالمنصة الصناعية بالجرف الأصفر ، سنة 2014 على طول 187 كلم ، بتكلفة تقدر ب 4.6 مليار درهم.
يقول المكتب إنه نجح بفضل المجهودات المبذولة في توفير 31 في المئة من حاجياته للمياه في سنة 2020 ويسعى لأن يصل هذا الرقم إلى 100 في المئة بحلول سنة 2030، وتنعكس ثقة المجتمع الدولي في “برنامج المياه” من خلال ما تم تحصيله من موارد مالية بلغت قيمتها أزيد من 3 ملايير ونصف المليار درهم من الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الألماني للتنمية.
يبدأ استعمال المياه في النشاط الصناعي للفوسفاط من الأشغال المنجمية إلى النقل ثم التثمين في نهاية السلسلة، ويؤسس المكتب الشريف برنامجه على ترشيد المياه والحفاظ عليها بشكل مستدام، رأس الحربة في هذا البرنامج هو الأنبوب الناقل لـ”لُباب” الفوسفاط من خريبكة إلى الجرف الأصفر.

يتزامن اليوم 22 مارس مع اليوم العالمي للماء في ظرف استثنائي يتعارك فيه سكان الأرض مع جائحة فيروس كورونا المستجد، بعد أن كانت الأنظار قبل ذلك متجهة إلى التحولات غير المسبوقة على المستوى البيئي والمناخي، ولعل أبرزها معضلة ندرة المياه التي بدأ نطاقها يتسع شيئا فشيئا وصار ناقوس الخطر يٌقرع كل يوم في المغرب.

ويعد هذا المشروع، الذي يهدف إلى الرفع من نقل الفوسفاط إلى 38 مليون طن من الإنتاج سنويا عوض 18 مليون سابقا، وسيلة تقنية حديثة وبيئية لنقل لباب الفوسفاط كبديل لنقله بواسطة القطار، وذلك لتعزيز ريادة المجمع الشريف للفوسفاط في السوق العالمية، ولمواكبة استراتيجية التحول الصناعي.

كما يعتبر هذا الأنبوب، الذي يندرج ضمن الاستراتيجية الجديدة والطموحة من أجل تطوير مردودية المنتوج، مشروعا مندمجا باعتباره يغير سلسلة الإنتاج الصناعي للمجموعة، ويكسب رهان المحافظة على البيئة، وذلك لتطابقه مع المعايير الدولية للإنتاج النظيف وكذا الاقتصاد في الكلفة اللوجستيكية بنسبة 90 في المائة، وتقليص الاستهلاك المائي بنسبة 3 ملايين متر مكعب، وتخفيض 930 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون.

وتتكون هذه المحطة الرئيسية للأنبوب الناقل للباب الفوسفاط من 4 مخازن بسعة 6200 متر مكعب تحتوي على محركات من طابقين لتخليط اللباب وعلى موزعين بسعة 170 متر مكعب لكل متر منهما، ومحطة الضخ وحاجزين لترسبات وتجميع المياه بسعة 110 ألف متر مكعب، وقاعة مندمجة للمراقبة والرصد، ويوفر الأنبوب استهلاك ما يناهز 3 ملايين متر مكعب من المياه سنويا، كما مكّن من إلغاء مرحلة التجفيف التي كانت تستعمل حين كان يشحن على متن القطار إضافة إلى الحفاظ على الرطوبة الطبيعية للفوسفاط وإعادة استعمال المياه المستغلة في عملية النقل عبر الأنبوب في محطة أخرى من سلسلة الانتاج.
المؤشرات تؤكد أن المغرب يواجه شبح الجفاف وأن المياه نادرة في مساحات شاسعة من أرضه، فالبنك الدولي سبق له وأن نبه إلى  أن للمملكة احتياطي محدود من الموارد المائية ونصف الكمية المتوفرة من المياه تعتبر “نصف جيدة”، و4 في المئة منها فقط “جيدة”، وربط تقرير البنك الدولي أغلب مشاكل المياه في المغرب بسوء التدبير، إذ بلغت نسبة الإهدار 35 في المئة.

يذكر ايضا أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تقوم بإعادة تدوير أكثر من 80 في المئة من كميات المياه المستخدمة في عمليات تخصيب الفوسفات عن طريق الغسل والتعويم.
ومن المؤسسات الصناعية الوطنية من فكر جديا في خطورة الوضع وما يمكن أن يصبح “كارثة” في قادم السنوات، منها نجد المكتب الشريف للفوسفاط الذي يتجنب استعمال المياه الجوفية في أنشطته الانتاجية منذ إطلاقه البرنامج الصناعي سنة 2008.

عن y2news

اترك تعليقاً