الرئيسية / بعد غياب المحاميات عن قيادة جمعيتهم المهنية.. المحامية ألحيان: الإقصاء والعقلية الذكورية متجدرين داخل الجسم المهني وجمعية هيئات المحامين تناقضت مع شعاراتها

بعد غياب المحاميات عن قيادة جمعيتهم المهنية.. المحامية ألحيان: الإقصاء والعقلية الذكورية متجدرين داخل الجسم المهني وجمعية هيئات المحامين تناقضت مع شعاراتها


وسجلت الفاعلة الحقوقية عينها، أن جمعية هيئات المحامين بالمغرب يمكن اعتبارها صورة مصغرة لما يقع داخل المجتمع المغربي من إقصاء للمرأة، وقد وقعت، بحسبها، في ما وصفته بـ”التناقض”، موضحة: “الجمعية تعد من أعرق الإطارات الحقوقية التي تدافع عن قيم المساواة والمناصفة في مناصب المسؤولية. توصياتها السابقة في مؤتمر أكادير والسعيدية تصب في هذا الاتجاه، لكنها اليوم أظهرت بونا شاسعا بين الخطاب والممارسة”.
وقالت ألحيان في تصريح لموقع “الأول”، إن العقلية الذكورية ليست حكرا على الرجال فقط، بل هناك من النساء أيضا من يحتقرن بعضهن وينظرن إلى بعضهن البعض نظرة دونية بما يعيق إشراكهن في تحمل الالتزامات المهنية.
وأعاد استمرار غياب المرأة المحامية عن مناصب القيادة بشكل لا يعكس مطلقا الحضور الذي يفترض أن يليق بعدد النساء الممارسات للمهنة، والذي يقارب 3322 محامية من أصل 13602 محام رسمي بالمملكة، إحياء اتهامات إلى أصحاب البذل السوداء بإقصاء المرأة عنوة من حقها في المساهمة في العمل من داخل الجمعية، كما أثار استياء لدى الحركة الحقوقية النسوية.
المحامية بهيئة الرباط، عائشة ألحيان، ترى في تفكيكها لأسباب هذا الواقع، أنها ذات طابع ثقافي وإيديولوجي صرف، مؤكدة أن الثقافة الإقصائية والعقلية الذكورية متجدرتين داخل الجسم المهني للمحامين، وقد تشربها المحامون من المناهج الدراسية وغيرها من وسائل التنشة الاجتماعية.
نتائج عملية انتخاب المكتب الجديد لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، التي احتضنتها هيئة المحامين بفاس؛ كرست الغياب التام لتمثيلية النساء المحاميات في هذا الإطار المهني، إذ أسفرت النتائج عن انتخاب النقيب السابق والقيادي في حزب الاستقلال، عبد الواحد الأنصاري، رئيسا للجمعية لثلاث سنوات، خلفا للمحامي عن هيئة الدار البيضاء، عمر ودرا، بينما غاب عن تشكيلة المكتب نون نسوة، بالرغم من أنهن يمثلن 13 عضو من أصل 17 هيئة.
وانتقدت متحدثة “الأول” تجاوز الجمعية المذكورة مؤطراتها، وعدم استحضارها لمبادئ الدستور والتزامات المغرب الدولية في مجال تعزيز تمثيلية النساء بشكل واسع في مناصب المسؤولية، وتابعت: “كيف قبلت أكبر وأقدم جمعية حقوقية على نفسها أن تعطي القدوة السيئة في التعاطي مع مقاربة النوع؟”، مضيفة: “يحز في نفسنا كثيرا عندما نستضيف بعض الضيوف الأجانب، ويلاحظون غياب النساء في القيادة. هذا الأمر لا يليق بالمغرب ويمس صورتنا ومكتسباتنا كذلك”.
لم تختلف نتائج الاستحقاقات الانتخابية لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، التي أسدل الستار عن أشغالها نهاية الأسبوع الجاري، عن سابقاتها فيما يتعلق بمقاربة النوع الاجتماعي.
وللقطع مع هذا الواقع، شددت نائبة رئيسة اتحاد العمل النسائي، على أن التحدي موضوع على عاتق المدرسة والإعلام، بالنظر إلى الدور الهام والبارز الذي يمكن أن يقوما به في اتجاه التوعية والتحسيس بدور المرأة في المجتمع ومناهضة التمييز الذي تتعرض له، مبرزة أن الحركة النسائية مازال أمامها طريق طويل من النضال قصد تفعيل مبادئ الدستور وتحقيق المناصفة.

عن y2news

اترك تعليقاً