الرئيسية / أخبار إقتصادية / محمد أوزين وزير الشباب والرياضة الأسبق: الكراطة «كرطت» مشاريعي وطموحاتي وأنا من تقدم بملتمس الإعفاء

محمد أوزين وزير الشباب والرياضة الأسبق: الكراطة «كرطت» مشاريعي وطموحاتي وأنا من تقدم بملتمس الإعفاء


وهنا لاحظ معي أن لا السي جطو تحدث عن إرث المرحوم اليوسفي ولا الأستاذ عباس الفاسي تحدث عن إرث جطو، في حين اليوم تصر الحكومة في كل مناسبة على الاختباء وراء إرث عشر سنوات الماضية. وهنا أدعوك للتساؤل معي: هل المغرب بدأ في 2011 وانتهى في 2020؟ الحكومة اليوم تتحدث عن القطيعة الوهمية وكأن المغرب لا تاريخ سياسي له حتى حلت هذه الحكومة التي تملك كل شيء إلا أن تكون حكومة سياسية، وتنسى أو تتناسى أن المواقع زائلة والأوراش مستمرة، وأن هذا البلد له رب يحميه وعاهل يرعاه.
للتذكير فقط، جاء تعييني في حكومة عبد الإله بن كيران بعد استقالتي من حكومة الأستاذ عباس الفاسي ككاتب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون بعد ظهور نتائج انتخابات شتنبر 2011، والتي كان سببها تنافي العضوية في البرلمان مع العضوية في الحكومة بعد فوزي بمقعد برلماني. وطبعا بعد تصدري لنتائج الانتخابات على مستوى دائرة إفران، في الوقت الذي اكتسح حزب العدالة والتنمية مجموع الدوائر الانتخابية التشريعية، وبعد تقديم الحزب الأول مرشحيه للاستوزار بطابع سياسي من القيادات التي تصدرت النتائج في الدوائر الانتخابية التي تقدمت إليها، كان طبيعيا أن أكون من المرشحين أيضا من داخل حزب الحركة الشعبية، حيث إذا استثنينا الأخ عبد العظيم لكروج، فكل من السيد محند العنصر والأخ لحسن حداد كانا بدورهما قد فازا بمقعد برلماني في دوائرهما الانتخابية.

كنت من الوزراء القلائل الذين كانت لديهم تجربة حكومية سابقة، هل يمكن المقارنة بين حكومة عبد الإله ابن كيران وعباس الفاسي؟ وكيف عشت التجربتين على المستوى الشخصي؟
اسمحوا لي، لا يمكن قبول هراء الحكومة فتاريخ المغرب لا يمكن أن يُختزل في 10 سنوات: تاريخ المغرب وإنجازات المغرب رغم كل الصعوبات والإكراهات والعمل الجبار الذي لايزال ينتظرنا لا يمكن تقزيمه في عقدين من الزمن، وإلا فهي قراءة مغلوطة لتاريخ المغرب ومن حكومة صوت عليها أبناء وبناة المغرب.

لازلت أتذكر عندما التقيت بالأخ الشوباني عند السيد رئيس الحكومة خلال اجتماع الأغلبية، فخاطبني السي بنكيران مازحا: شنو دبا تفرجونا في شي ماتش؟ فأجبته: حاشا، تربطني علاقة متينة بالأخ الشوباني، أنا فقط لي خلاف مع وزير العلاقات مع البرلمان، فضحك السي ابن كيران ورد قائلا: «هادي صعيبة علي شوية مازال خصني نفهمها مزيان».
خلال حكومة الإسلاميين الأولى كان واضحا أن حزبكم أكثر قربا من العدالة والتنمية، كيف كانت علاقتك مع الوزراء الإسلاميين، وخاصة مع رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران؟
كان السيد الأمين العام يطلع المكتب السياسي للحزب على مجريات مفاوضات تشكيل الحكومة، إلى أن استقر الأمر على منح الحزب أربع حقائب وزارية، وكان يؤكد على ضرورة تقديم بروفايلات قادرة على التكيف مع حكومة مركبة من حساسيات سياسية مختلفة اجتمع فيها المحافظ والإسلامي والشيوعي والليبرالي واللامنتمي والسيادي.
متى تحديدا علمت أنك سَتُعين وزيرا؟ ومن أخبرك بذلك؟ وهل تمت استشارتك بشأن القطاع الحكومي الذي توليت تدبيره؟

أما حكومة ابن كيران فجاءت كما أسلفت في سياق طبعه دستور جديد، فكانت بمثابة ولاية لتنزيل القوانين التنظيمية وحلحلة بعض الإشكاليات الكبرى خصوصا أن سقف الانتظارات بعد الربيع العربي والإصلاحات الدستورية والسياسية والاجتماعية أصبح أعلى وأشهق.
عينت وزيرا للشباب والرياضة في حكومة عبد الإله بن كيران في يناير 2012، كيف جاء استوزارك؟ وكيف عشت هذه اللحظة على المستوى الشخصي والأسري؟
ابن كيران رجل حقاني
في هذا الحوار من سلسلة “ذاكرة وزراء سابقين”، يعود أوزين بذاكرته إلى الفترة ما بين يناير 2012 ويناير 2015 التي قضاها وزيرا للشباب والرياضة في حكومة عبد الإله بن كيران، ليسترجع بعضا من كواليس استوزاره باسم الحركة الشعبية، ويتحدث لأول مرة وبدون قيود عن واقعة “الكراطة” التي ظهرت في ملعب مولاي عبد الله بالرباط في مونديال الأندية سنة 2015، والتي غيرت مساره في الوزارة رأسا على عقب، ودفعته إلى النزول من قطار الحكومة، كما يقدم جردا لما يعتبره أهم الإنجازات والأوراش الكبرى التي أطلقها في الوزارة ويرى أنها اختفت تماما بمجرد مغادرة منصبه ولم يعد لها ذكر في عهد ستة وزراء تعاقبوا على المنصب بعده منذ مغادرته.
كيف كان ابن كيران ينظر إلى قطاع الشباب والرياضة؟ وهل كنت تتلقى الدعم اللازم منه للمضي قدما في قراراتك؟
على المستوى الشخصي يمكن القول إنني كنت من المحظوظين بحيث عشت تجربة حكومة بوزير أول ثم حكومة برئيس لها. وتربطني بالرجلين علاقة تقدير واحترام إلى حدود اليوم.
علاقتي مع رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران كانت علاقة خاصة وخاصة جدا، هو رجل «حقاني» يكفي أن تمده بالحجة والبرهان والإقناع ليكون لك ما تريد، وتربطني به علاقة جيدة لأنني كنت ربما الوحيد الذي يسمي الأشياء بمسمياتها في حضوره، وكان يتقبل ذلك برحابة صدر وصفاء سريرة.
قضى أوزين ثلاث سنوات وزيرا. تبدو المدة قصيرة بالنظر للزمن الحكومي لكنها كانت فترة ساخنة، برز اسمه خلالها بقوة في الساحة السياسية رغم أنه كان إلى جانب زميله مصطفى الخلفي أصغر وزراء الحكومة.
على المستوى الشخصي لم يكن استوزاري مفاجأة بقدر ما كان استشرافا لتحديات كبيرة باعتبار أننا كنا نؤسس لمغرب ما بعد دستور 2011.
حكومة الأستاذ عباس الفاسي بدأت بعد حكومة إدريس جطو فشكلت بذلك عودة إلى المنهجية الديمقراطية، وكانت هذه الخطوة تمهيدا للدستور الجديد، بمعنى أنها كانت حكومة سياسية شارك فيها أيضا حزب الأصالة والمعاصرة. ولم يسبق لحكومة عباس الفاسي أن اشتكت من إرث الحكومة السابقة، بل عكفت على مواصلة أوراش حكومة جطو من خلال إعطاء انطلاقة نظام المساعدة الطبية راميد، ومخطط المغرب الأخضر ومجموعة من المبادرات الاجتماعية التي شكلت بالفعل مكاسب اجتماعية مهمة ساهمت في نجاح الحوار الاجتماعي: زيادة 600 درهم للموظفين، توقيع محضر 20 يوليوز لإدماج المعطلين حاملي الشهادات في الوظيفة العمومية، وهو المطلب الذي لاتزال النقابات تطالب بتفعيله إلى حدود اليوم.
أتذكر أنه كان يقول لي مازحا: «واخا أنا شاب لا أفهم الكثير في الرياضة»، ثم يُطلق ضحكته الشهيرة، وعندما أطلقت ورش الحكامة على مستوى الجامعات الرياضية كان يتتبع الملف عن قرب ولقيت منه كل التشجيع والدعم. وقد قال لي مرة: سي محمد فاش تكون متيقن أنك على حق fonce ولا تخش في ذلك لومة لائم».
كيف دبرتم على مستوى الحزب في تلك الفترة عملية استوزار قياداتكم خاصة أنكم توليتم حقائب مهمة؟
لكن وللأمانة فإن الدعم الكبير في قطاع الشباب والرياضة الحيوي والحساس كنت أتلقاه من صاحب الجلالة حفظه الله من خلال توجيهاته السامية وعطفه السامي، حيث لم يبخل جلالته علي يوما بالنصح والإرشاد والتتبع.
محمد كريم بوخصاص
لم تكن عملية استوزار القيادة بالأمر الصعب للاعتبارات التي أسلفت، باستثناء بعض التحفظات التي أثارها بعض الإخوان الذين كانوا حريصين على وجود فريق سياسي بامتياز وبشرعية الصناديق.
على ذكر دعم جلالة الملك لك، هل كان هناك تواصل مباشر بينكما في القطاع الذي كنت تدبره؟
وبعد أن كنت إلى جانب الأخ مصطفى الخلفي من أصغر المرشحين للاستوزار سنا كان كلانا مرشحا لتولي حقيبة الشباب والرياضة، قبل أن تناط بالخلفي وزارة الاتصال ومهمة الناطق باسم الحكومة، ويتم تعييني وزيرا للشباب والرياضة في حكومة الأستاذ عبد الإله بن كيران.
كانت علاقتي بكل الإخوان والأخوات في العدالة والتنمية علاقة احترام متبادل، رغم بعض الاختلافات التي كانت تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، كما حصل مرة مع الأخ مصطفى الخلفي بسبب سعيه الحثيث لمنع إشهار الشركة المغربية للألعاب والرياضة، حيث اختلفت معه في الموضوع لأنه وزير الاتصال وليس مفتي الديار، والمرة الثانية مع الأخ الحبيب الشوباني بسبب الإجراءات التي اتخذها كوزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان في موضوع تغيب الوزراء عن حضور جلسات البرلمان المفترض أنها مقننة إما بسبب نشاط ملكي أو تواجد خارج أرض الوطن، لكن كياسة السيد رئيس الحكومة آنذاك الأخ عبد الإله بن كيران كانت تُرجع الأمور إلى نصابها.
لم يكن محمد أوزين من طينة الوزراء الذين يتواجدون في الحكومة دون أن يتركوا بصمة أو يعرف عنهم المواطنون شيئا بما في ذلك أسماءهم، فقد كان أحد أنشط الوزراء في حكومة الإسلاميين الأولى، بفعل حضوره الإعلامي الوازن وإنجازاته النوعية في قطاعين حكوميين حساسين، قبل أن يقترن اسمه لاحقا بـ”الكراطة” التي دفعته إلى مغادرة منصبه الوزاري.
نعم، كان هناك تواصل دائم ومستمر مع صاحب الجلالة في أهم الملفات التي كنت أباشرها، وكانت توجيهاته ونصحه دليلا ومرشدا لي، كما كان جلالته يتتبع بشكل شخصي بعض الملفات.

عن y2news

اترك تعليقاً