الرئيسية / منوعات / في التطابق وفكرة الاختلاف  

في التطابق وفكرة الاختلاف  


التطابق بالمعنى البسيط يدل على التوافق والتماهي بين الفكر والشيء، التطابق بين الخطاب والواقع، والذي ينتج الحقيقة القابلة للتصديق من خلال المعاينة والمشاهدة في الواقع المادي، التطابق في الهوية والتاريخ المشترك والعقليات، نوع من التشابه والتماثل في الصفات والسمات العامة، أي المخيال المشترك باعتباره خزان للصور والرموز والحكايات والمعاني، الذي يوحد الأمم ويشكل لحمة في تمتين أواصر العلاقات الاجتماعية، ويرسم ملامح الكيانات البشرية على أساس الوحدة والمشترك، استعملنا المفهوم بإفراط حتى نزعنها عنه المعنى والدلالة، فصار التطابق محمودا والاختلاف مذموما، بل صارت المعرفة تقاس بالتطابق والثبات، والاختلاف من خصائصه التجزئة والانقسام، ويغدو الاختلاف مصدر ضعف في تقويض علاقات إنسانية يطبعها التعدد والكثرة والتنوع، بحيث يتولد عنه التشتت والضياع والتفرقة، أو هكذا يتبدى للبعض حقيقة التشابه والتطابق، عالم السمولاكر والحقيقة التافهة، لا ترى إلا التشابه، عندما يعجز البصر عن رؤية التنوع والتعدد، عن الاعتراف بشظايا الهويات المختلفة، ليس هناك شبيه، ولا معنى للأصل، التاريخ وثنائية الثابت والمتحول، والفكر ومعنى الاتصال والانفصال، الحقيقة ليست واحدة بل تعدد الحقائق وتنوع الهويات، في عالم يتميز بصياغة النماذج الممكنة، كلها مميزات تشير للتناقض بين التطابق والاختلاف .

عن y2news

اترك تعليقاً