الرئيسية / اخبار حصرية / ظاهرة كارثية تتمدد شرق وجنوب العراق.. ما علاقة تركيا وإيران؟

ظاهرة كارثية تتمدد شرق وجنوب العراق.. ما علاقة تركيا وإيران؟


*هزة خطرة
هزة كارثية تعرضت لها القناة المائية الرابعة بقرية العمشان – قضاء المجر الكبير التابع لمحافظة ميسان شرقي العراق، تمثلت بنفوق أسماك يقدر عددها بالملايين، وفق الناشط البيئي احمد صالح نعمة، الذي مضى يقول لـ السومرية نيوز، إن “ما حدث يمثل صدمة بيئية وكارثة حقيقية، تتطلب تحرك عاجل من الحكومة المحلية”.

يشير نعمة، إلى أن “رزق الكثير من الصيادين تأثرت بشكل أو بآخر نتيجة هذا النفوق”.

*ماذا أظهرت التحقيقات
وبالتأكيد نفوق هذا الكم الهائل من الأسماك بين ليلة وضحاها يتطلب تدخلات من الجهات المعنية لمعرفة كواليس ما حدث والوقوف على مسببات الأمر، لذلك – الحديث للناشط البيئي – “تم توثيق المكان من مديريتي زراعة وبيئة ميسان، وكذلك المستشفى البيطري في المحافظة، ناهيك عن مركز إنعاش الأهوار، فضلاً عن بعض الناشطين البيئيين والإعلاميين”.

ولفت إلى “سحب عينات من الأسماك التي تعرضت للنفوق وظهرت نتائج التحليل سلبية أي انها غير مصابة بأي أمراض فيروسية أو بكتيرية”، موضحاً أن “السبب الأساس هو نقص الايرادات المائية الذي أدى إلى نقص الاوكسجين وبالتالي نفوق هذا العدد الكارثي من الأسماك”.

*مفارقة
لكن ثمة مفارقة في هذا الأمر تتمثل بأن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، بالتالي تُطرح تساؤلات حول أسباب عدم مراعاة جانب زيادة الإطلاقات المائية تفادياً لمنع وقوع كوارث بيئية.

وفي هذا الصدد، أظهرت وثيقة موجهة من محافظة ميسان إلى رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية، جاء فيها: “نود أن نبين لكم ومن خلال توجيهاتنا لفريق العمل الداعم في شعبة المركز المشترك لمتابعة الواقع المائي في المحافظة”.

وأضافت الوثيقة الصادرة 31 تموز 2024: “لاحظنا الانخفاض المستمر في مستويات المياه في الأنهر الرئيسة المغذية للأنهر الفرعية مما أدى إلى شحة الأخير من المياه الواردة إليه والذي أثر بشكل مباشر على توقف محطة تصفية المياه الواقعة على نهايات الأنهر والذي يرجع تأثيره بصورة مباشرة على المواطن”.

ودعت إلى “مخاطبة الوزارات ذات العلاقة لاتخاذ ما يلزم بزيادة الحصة المائية لمحافظة ميسان لتلافي حدوث نزوح من المناطق المتضررة بسبب شحة المياه”.

وجاء في وثيقة ثانية، صادرة عن محافظة ميسان وموجهة إلى مديريتي الموارد المائية والماء في المحافظة،: “من خلال توجيهاتنا بمتابعة الواقع المائية في المحافظة لاحظنا انخفاض في مستويات المياه في نهر المشرح مما سبب شحة المياه الواصلة الى القرى الواقعة عليه (قرية اميلحة) والقرى المحاذية للنهر”، داعية إلى “إيصال الماء او رفد القرى المذكورة آنفا بالحوضيات (تناكر الماء)”.

*تحذير
يوم أمس الأربعاء، حذرت دائرتا بيئة الديوانية وميسان، من مخاطر اتساع ظاهرة نفوق الأسماك في هور الدلمج ونهر العز بناحية الخير ضمن الأهوار الوسطى.

وأفاد مدير الإعلام في بيئة الديوانية، صفاء جواد الشكري بأن فرقا بيئية رصدت خلال زيارتها إلى عمود المصب العام في هور الدلمج قبل يومين، نفوق كمية كبيرة من الأسماك نتيجة ظروف طبيعية وبشرية.

وحذر من مخاطر اتساع رقعة النفوق على الثروة السمكية، خصوصا أنها شملت أنواعا كثيرة من الأسماك، مثل البني والشلق والسلفر والخشني وغيرها، داعيا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الظاهرة التي تتأثر بارتفاع درجات الحرارة وملوحة المياه والصيد الجائر.

وفي ميسان، أوضح مدير بيئة المحافظة باسم محمد، أن تفرعات نهر العز بناحية الخير ضمن الأهوار الوسطى شهدت خلال الآونة الأخيرة نفوق ملايين الأسماك، نظرا لانخفاض الأوكسجين المذاب في الماء وارتفاع تراكيز الأملاح الذائبة والعناصر الأخرى، وزيادة درجات الحرارة وعمليات التفسخ المستمرة لأنواع أحيائية نافقة.

ولفت إلى تشكيل فريق فني مشترك بالتعاون بين وزارات البيئة والموارد المائية والزراعة، لمتابعة ظاهرة نفوق الأسماك والأحياء المائية المختلفة التي حدثت مؤخرا، مشيرا إلى أهمية رفد هذه الأنهار بالمياه نتيجة شحتها وتدني نوعيتها، مما يؤدي إلى فقدان خصائصها الكيميائية والفيزيائية، بحسب صحيفة الصباح الرسمية.

*تقنين الإمدادات المائية
خبير السياسات المائية، رمضان حمزة يقول ان “الإمداد المائي مقنن من قبل تركيا وإيران، فالكميات التي تدخل مقنّنة قياساً بحجم الاستهلاك الكبير والاستخدام غير الكفوء بشكل فظيع”.

وأضاف، ان “العراق معروف بطقسه، والأهوار هي مسطح مائي واسع، غير محيط او محصور بين تلال ومنطقة جبلية، بل منطقة مفتوحة وتمتد للصحراء”، مبينا ان “أيام انتعاش الأهوار والسياحة الإيجابية في فترة السبعينيات تعود إلى الإمدادات المائية التي كانت كبيرة، بل ان العراق كان يعاني من فيضانات، ويُشق طريق لهذا الفيضان عبر الثرثار ومن ثم الى نهر الفرات للتخلص من المياه الزائدة، ولكن اليوم الزمن قد اختلف، وتركيا وإيران قامتا بإنشاء سدود، وأصبح هناك تقنين مائي لديهما”.

ولفت إلى ان “الوضع المناخي معروف، ودرجات الحرارة عالية جداً ولكن عمق المياه سابقاً كان أكبر وبالتالي لا يتأثر، فكان هناك غطاء نباتي وهور منتعش مفعم بالحياة، لان حجم المياه المتدفقة كان أكبر من حجم التبخر”.

وأشار في سياق حديثه إلى “جانب مؤثر اخر يتمثل بتغير التكوين الطبيعي للهور بعد ان كان وحدة متكاملة ومتجانسة في توزيع المياه، بينما أصبح الآن عبارة عن أجزاء. وان قابلية الجزء للتبخر أكبر من قابلية المسطح المائي”، منوهاً إلى ان “حجم التبخر اليوم يصل الى 70 في المائة من المياه”.

عن y2news

اترك تعليقاً