الرئيسية / منوعات / ما هو تأثير حساسية الأنسولين على صحة الجسم.. كيف يتم تشخيصها؟

ما هو تأثير حساسية الأنسولين على صحة الجسم.. كيف يتم تشخيصها؟


تشير حساسية الأنسولين إلى مدى استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، الذي يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم. عندما تكون حساسية الأنسولين عالية، يمكن للجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال لنقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا لاستخدامه في الطاقة. وعندما تكون حساسية الأنسولين منخفضة، يكون من الصعب على الخلايا استخدام الأنسولين بشكل فعال، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

ما هي حساسية الأنسولين وكيف تؤثر على الجسم؟
وفقًا لموقع healthline تحدث حساسية الأنسولين بسبب خلل في استجابة الأنسولين داخل الجسم، والأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس ويلعب دورًا حاسمًا في تنظيم مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم. ويساعد الأنسولين الجلوكوز على دخول الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة أو لتخزينه للاستخدام في المستقبل. وتعني حساسية الأنسولين أن الخلايا تستجيب بشكل جيد للأنسولين، مما يسهل نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا. وتؤثر حساسية الأنسولين على الجسم، كما يلي:

تنظيم مستوى السكر في الدم
عندما تكون حساسية الأنسولين مرتفعة، يمكن للجسم استخدام الأنسولين بفعالية لنقل الجلوكوز إلى الخلايا، مما يحافظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي.

وعندما تكون حساسية الأنسولين منخفضة، يصعب على الجسم استخدام الأنسولين بفعالية، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم وارتفاع مستوياته، وهو ما يُعرف بمقاومة الأنسولين.

تخزين الدهون
الأنسولين يلعب دورًا في تخزين الدهون. عندما تكون حساسية الأنسولين مرتفعة، يكون الجسم قادرًا على تنظيم تخزين الدهون بشكل أفضل. وفي حالة مقاومة الأنسولين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تخزين المزيد من الدهون، خاصة حول منطقة البطن، مما يزيد من خطر السمنة.

استخدام الطاقة
الخلايا التي تستجيب بشكل جيد للأنسولين تحصل على الجلوكوز الذي تحتاجه لتوليد الطاقة. ومع انخفاض حساسية الأنسولين، تصبح الخلايا أقل قدرة على استخدام الجلوكوز للطاقة، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق.

الصحة العامة
حساسية الأنسولين الجيدة ترتبط بتقليل خطر الإصابة بأمراض مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية. مقاومة الأنسولين يمكن أن تؤدي إلى متلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.

أعراض حساسية الأنسولين المبكرة
قد تكون أعراض حساسية الأنسولين المبكرة غير واضحة في البداية، لكنها يمكن أن تتطور مع مرور الوقت وتؤثر على الصحة بشكل عام. لذا من المهم الانتباه إلى العلامات المبكرة لمقاومة الأنسولين، ومنها:

زيادة الوزن غير المبررة، خاصة في منطقة البطن، بسبب اضطرابات الأيض لأن الجسم يبدأ في تخزين الدهون بدلاً من استخدامها كطاقة.
الشعور بالتعب المستمر والإرهاق، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، نتيجة لعدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل فعال.

الشعور بالجوع المستمر والرغبة في تناول الطعام بشكل متكرر، حتى بعد تناول وجبة كاملة، قد يشير إلى أن الخلايا لا تحصل على الجلوكوز الكافي.

زيادة مستويات الجلوكوز في الدم يمكن أن تؤدي إلى العطش الشديد وكثرة التبول، حيث يحاول الجسم التخلص من الجلوكوز الزائد عن طريق الكلى.

قد يؤدي عدم استقرار مستويات الجلوكوز في الدم إلى صعوبة في التركيز والشعور بالتشوش الذهني.

ظهور بقع داكنة ومخملية على الجلد، خاصة في المناطق التي تتعرض للاحتكاك مثل الرقبة، الإبطين، والمفاصل. تُعرف هذه الحالة باسم الشواك الأسود (Acanthosis Nigricans).
قد يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين أن جروحهم تستغرق وقتًا أطول للشفاء.

التقلبات في مستويات الجلوكوز يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في المزاج، مثل الشعور بالعصبية أو الاكتئاب.

تشخيص حساسية الأنسولين
من الخطوات والإجراءات التي يتبعها الأطباء لتشخيص حساسية الأنسولين وفقًا لموقع WebMD ما يلي:

قياس الوزن، مؤشر كتلة الجسم (BMI)، ضغط الدم، وفحص الجلد للبحث عن علامات مثل الشواك الأسود (Acanthosis Nigricans).

اختبار الجلوكوز في الدم الصائم (Fasting Blood Glucose)، حيث يتم قياس مستوى الجلوكوز في الدم بعد صيام لمدة 8 ساعات على الأقل.

اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (Oral Glucose Tolerance Test, OGTT)، حيث يتم قياس مستوى الجلوكوز في الدم قبل وبعد ساعتين من تناول محلول جلوكوز.

اختبار الهيموجلوبين A1C (Hemoglobin A1C) يقيس متوسط مستوى الجلوكوز في الدم على مدى 2-3 أشهر.

اختبار الأنسولين الصائم (Fasting Insulin Test) يقيس مستوى الأنسولين في الدم بعد صيام.

مؤشر مقاومة الأنسولين (HOMA-IR) يستخدم لقياس مقاومة الأنسولين بناءً على مستويات الجلوكوز والأنسولين في الصيام.

قياس مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، حيث أن مقاومة الأنسولين ترتبط بارتفاع مستويات الدهون الضارة.

طرق العلاج
يهدف علاج حساسية الأنسولين إلى تحسين كيفية استجابة الجسم للأنسولين والحد من مخاطر الأمراض المرتبطة بمقاومة الأنسولين، مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب. يشمل العلاج مجموعة من الاستراتيجيات، منها:

1. تغييرات نمط الحياة
تناول غذاء صحي: يُنصح بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتجنب الأطعمة الغنية بالسكريات المضافة والدهون المشبعة.
تناول وجبات صغيرة وموزعة: يُفضل تناول وجبات صغيرة وموزعة على مدار اليوم للحفاظ على مستويات مستقرة من الجلوكوز في الدم.
ممارسة الرياضة بانتظام: يُنصح بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي، الركض، السباحة، أو ركوب الدراجات لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا.

2. الأدوية
ميتفورمين (Metformin): يُستخدم لتحسين حساسية الأنسولين وتقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد.
ثيازوليدينديونات (Thiazolidinediones): مثل بيوجليتازون (Pioglitazone) يمكن أن تساعد في تحسين حساسية الأنسولين.
أدوية أخرى: مثل الأدوية التي تُستخدم لتحسين إفراز الأنسولين أو تقليل امتصاص الكربوهيدرات.

ما العلاقة بين حساسية الأنسولين والسكري؟
تعتبر حساسية الأنسولين من العوامل الأساسية التي تؤثر في تطور مرض السكري من النوع 2، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين يكونون أكثر عرضة لتطور مرض السكري من النوع 2. وتكون عوامل الخطر المشتركة هي السمنة، قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي غير الصحي يمكن أن تسهم في انخفاض حساسية الأنسولين ورفع خطر الإصابة بمرض السكري.

ويمكن تحسين حساسية الأنسولين من خلال تغييرات في نمط الحياة أو الأدوية يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض السكري أو إدارة حالته بشكل أفضل.
من الضروري تجنب الأطعمة التي قد تؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم وتعزز مقاومة الأنسولين، منها:

المشروبات السكرية: مثل الصودا، العصائر المحلاة، والمشروبات الرياضية.
الحلويات: مثل الكعك، البسكويت، الحلوى، والشوكولاتة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر.
الخبز الأبيض: المصنوع من الدقيق الأبيض المكرر.
الأرز الأبيض: الذي يفتقر إلى الألياف.
المعكرونة البيضاء: والأطعمة المكررة الأخرى.
الدهون المشبعة: مثل اللحوم الدهنية، الزبدة، والمنتجات المقلية.
الدهون المتحولة: التي توجد في بعض الأطعمة المصنعة والمقليات.
الوجبات السريعة: التي تحتوي على مكونات معالجة وسعرات حرارية فارغة.
الوجبات الخفيفة المعبأة: مثل رقائق البطاطس، الكعك، والمعجنات.
الأطعمة المالحة: مثل الأطعمة المعلبة، الأطعمة المجمدة، والوجبات السريعة.
الأطعمة ذات مؤشر نسبة السكر في الدم العالي: مثل البطاطس المقلية، والخبز الأبيض، وبعض الأطعمة المكررة التي ترفع بسرعة مستويات السكر في الدم.

أفضل التمارين الرياضية لمرضى حساسية الأنسولين
للتحكم في حساسية الأنسولين، يمكن أن تكون التمارين الرياضية أداة فعّالة لتحسين مستويات السكر في الدم وزيادة حساسية الأنسولين. ويُفضل اختيار تمارين تحفز عملية الأيض وتعزز قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بكفاءة، منها:

التمارين الهوائية (الكارديو) مثل المشي والجري والسباحة.
تمارين القوة مثل رفع الأثقال وتمارين المقاومة.
تمارين HIIT (التدريب عالي الكثافة المتقطع) مثل التمارين الدورية.
تمارين التمدد والمرونة مثل اليوجا وتمارين التمدد.
تمارين التوازن والتنسيق مثل التوازن على كرة تمرين أو القيام بتمارين التوازن يمكن أن تساعد في تحسين التنسيق العام وتقوية العضلات الأساسية.

هل يمكن الوقاية من حساسية الأنسولين؟
يمكن اتخاذ خطوات للوقاية من حساسية الأنسولين، أو تحسينها إذا كانت قد بدأت في التطور. وتعتمد الوقاية بشكل كبير على تغيير نمط الحياة وتبني عادات صحية، منها:

الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر.
اتباع نظام غذائي متوازن لتحسين مستويات السكر في الدم.
اختيار الدهون الصحية: مثل الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة في الأفوكادو والمكسرات.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين حساسية الأنسولين، وبناء العضلات وزيادة معدل الأيض.
الحد من التوتر عن طريق تطبيق تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل.
الحصول على قسط كافٍ من النوم لتنظيم مستويات السكر في الدم. حاول الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة.
الابتعاد عن التدخين لتحسين الصحة العامة وتقليل المخاطر المرتبطة بحساسية الأنسولين.
وأخيرًا، إذا كنت تعتقد أن لديك مشاكل في حساسية الأنسولين أو لديك تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري، من المهم استشارة الطبيب. يمكن للطبيب إجراء الفحوصات اللازمة وتقديم نصائح مخصصة لتحسين حساسية الأنسولين لديك.

عن y2news

اترك تعليقاً