الرئيسية / منوعات / بوحسين: أزمة الثقافة بالمغرب بنيوية وسابقة على كورونا وهناك عقليات مناوئة للفن

بوحسين: أزمة الثقافة بالمغرب بنيوية وسابقة على كورونا وهناك عقليات مناوئة للفن


واعتبر أن غياب الاستمرارية مشكل مزمن في القطاع، إذ مع كل وزير جديد تتم العودة لنقطة الصفر، فضلا عن أن هناك أيضا جنوح في الوسط الثقافي إلى معاكسة التغيير.
وأشار إلى أن النقابة دعت منذ 18 مارس الماضي للتفكير في القطاع ومصاحبته لأنه من القطاعات الهشة، التي تحتاج لإجراءات مصاحبة في الشق الاجتماعي والإبداعي، وكلا الشقين لم يحل بشكل جيد، حيث إن هناك من لا يرى في توقف فنون العرض أي مشكل.
ولفت إلى أن هناك ردود أفعال من أطراف محافظة قابلت المطالب بالاهتمام بالمجال الفني، تبنت أطروحات شعبوية بأن لا حاجة للثقافة والفن، معتبرا هذه الآراء مؤشرات خطيرة، تدل على وجود عقليات مناوئة للحداثة، وهو معطة صعب في مجتمع يرنو للديمقراطية والحداثة.
واعتبر أن كل هذه المؤشرات أبانت أن دستور الممملكة وإن كان يحتفي بالقطاع الثقافي، فقد فشل في توصيل مفهوم الدعم وأهميته للمواطنين،موضحا أن الدعم ليس امتيازا، وعلى الدولة التدخل لشرح الموضوع.
وأشار بوحسين إلى أن أزمة الثقافة بالمغرب سابقة على أزمة كورونا، ولا سيما في ظل الخيارات الحكومية التي تتغير بتغير الوزراء، فضلا عن صعوبة تدبير قطاع الثقافة الواسع، والذي تضاف له قطاعات الاتصال والشباب والرياضة.
وأضاف بوحسين أن كورونا أضرت بالفنون بشكل عام، والفنون الحية خصوصا، وأبانت عن ضعف في تدبير المشكل الثقافي، حيث ظهرت حقيقة أخرى هي أن قطاع الثقافة كبير، و لا يرتبط فقط بالفاعلين الثقافيين المتعاملين تقليديا مع الوزارة، فالدعم الاستثنائي الذي أعلنته الوزارة عرف مشاركة عدد كبير من الأشخاص الذين لم يسبق أن تقدموا لدعم وزارة الثقافة، وربما لا يعلمون من الأصل أنهم محسوبون على الوزارة ولا هي تعلم ذلك.
وأكد أن مشكل الثقافة بنيوي ويتجاوز مسألة الدعم الذي يستأثر بالجزء الكبير من خطاب القطاع الفني، إذ تغيب رؤية استراتيجية بعيدة الأمد بخصوص الثقافة بالمغرب، إضافة إلى غياب آليات حقيقية لتدبير القطاع.

قال مسعود بوحسين رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية في ندوة نظمتها الشبيبة الاشتراكية بالرباط مساء أمس الخميس إن هناك ضعفا في تمثل الثقافة وأدوارها لدى شرائح كبيرة من المجتمع، وحتى جزء من الطبقة السياسية.
ونبه بوحسين إلى أن الفنان مثل الرياضي، لا بد أن يكون دائما في تواصل مع المهنة، وأن يتدرب، منتقدا عدم السماح لفنون العرض والأنشطة الثقافية الحية، باستئناف نشاطها بعد رفع الحجر الصحي الشامل بداعي نقل العدوى، رغم أن المطالب دعت إلى ممارسة الأنشطة دون جمهور، ونقلها على وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة، ليجد الناس فرصة للاشتغال، وحتى لا ينقطعوا عن مهنتهم، بشكل كان سيمكن من إنتاج الكثير من الأعمال في ظل الجائحة.
وسجل رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية أن وزارة الثقافة ضعيفة من حيث الموارد البشرية والتخصصات التي يمكنها أن تباشر التدبير، في ظل تعدد مهام الوزارة الواحدة، وهو الأمر الذي سبق للنقابة أن احتجت عليه.
وهذا الوضع حسب بوحسين سيضعنا بعد الجائحة أمام صعوبة العودة لما كنا عليه، وهو أمر مؤسف، فالثقافة عرفت تطورا وكانت في حاجة لرؤية واضحة فقط، لكن هذا التوقف سيعيدها للوراء.
وانتقد رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية القوانين المرتبطة بالفنانين التي لا تزال تعرف عددا من المشاكل، وتعاني من ضعف وعدم التفعيل، بشكل يؤثر على الحقوق الاقتصادية والمادية والاجتماعية للعاملين في المجال الفني.

عن y2news

اترك تعليقاً