الرئيسية / منوعات / طرق علاجية تبين للوهلة الأولى خيال علمي.. هل تعرفها؟

طرق علاجية تبين للوهلة الأولى خيال علمي.. هل تعرفها؟


وفي بعض الحالات، قد تكون الابتكارات الطبية أقرب إلى الخيال العلمي منه إلى الحقيقة. وفي ما يلي بعض الابتكارات الموجودة بالفعل أو التي على وشك أن تؤتي ثمارها في المستقبل القريب والتي قد يصفها البعض بأنها ضرب من الجنون:

ما تزال الروبوتات اليوم أقل إثارة للإعجاب وأقل استقلالية عن تلك التي نراها في أفلام الخيال العلمي، ولكننا نمتلك بالفعل روبوتا يمكنه إجراء بعض العمليات الجراحية بمفرده.

وفي عام 2022، نشر الباحثون في جامعة جونز هوبكنز نتائج تظهر أن الروبوت الذكي للأنسجة الذاتية (STAR) يمكنه إجراء عملية جراحية معقدة بالمنظار في الخنازير، والتي تتطلب منه إعادة توصيل نهايات الأمعاء. حتى أنه يبدو أنه يؤدي المهمة بدقة أكبر من الجراحين البشريين.

وفي المستقبل المنظور، من المرجح أن تقوم روبوتات STAR والروبوتات المماثلة بمساعدة الأطباء البشريين فقط. لكن مطوريها يتصورون عالما حيث يمكن لهذه الروبوتات العمل بمفردها في حالات الطوارئ، مثل علاج مرضى الصدمات وهم في طريقهم إلى المستشفى.

تحفيز الدماغ لعلاج الاكتئاب

أظهرت طرق جديدة لتحفيز الدماغ نتائج واعدة في تحسين الاكتئاب وغيره من الأمراض التي كانت تبدو غير قابلة للعلاج. ومن المفترض أن هذه العلاجات يمكنها إلى حد ما إعادة ضبط أو استقرار نشاط الدماغ غير المنتظم المرتبط بالاضطرابات العصبية والنفسية. ويبدو أن العلماء يتحسنون في ضبط هذه التقنية.

وفي أكتوبر الماضي، نشر فريق بحثي نتائج تظهر أن أسلوبهم الشخصي في التحفيز العميق للدماغ، والذي يتضمن زرع جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب في الدماغ، ساعد بنجاح في علاج نوبة الاكتئاب الشديد التي تعاني منها امرأة منذ عقود.

وقالت المرأة، التي تُعرف باسم سارة، في مؤتمر صحفي أعلن فيه عن النتائج: “عندما تلقيت التحفيز لأول مرة، شعرت بإحساس شديد بالبهجة، وكان اكتئابي بمثابة كابوس بعيد المنال للحظة”.

وما تزال هذه التكنولوجيا، في الوقت الحالي، باهظة الثمن للغاية، ومن المحتمل أن تكون مناسبة فقط للأشخاص الذين ليس لديهم أي خيارات أخرى. ولكن مع مرور الوقت، ما نتعلمه من مرضى مثل سارة قد يؤدي إلى اكتشافات جديدة حول كيفية عمل الدماغ وكيفية مساعدة المصابين بالاكتئاب.

اتصالات إطلاق الدواء

في بعض الأحيان، لا يأتي الابتكار من تطوير أدوية جديدة وأفضل، بل من إيجاد طرق أفضل لإعطائها للمرض. وفي شهر مارس، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أول عدسات لاصقة تطلق كمية من مضادات الهيستامين على مدار عدة ساعات لمنع أو تقليل حكة العين. وفي نهاية المطاف، يمكن استخدام هذه التقنية لعلاج أمراض العين الأخرى مثل الغلوكوما والالتهابات وإعتام عدسة العين.

العلاج الجيني

لعقود من الزمن، كان العلماء متفائلين بفكرة تعديل جيناتنا لعلاج الأمراض الصعبة أو التي تبدو غير قابلة للشفاء. وبدأت هذه الجهود أخيرا تؤتي ثمارها.

فمنذ عام 2017، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على علاجين على الأقل للعلاج الجيني يهدفان إلى تصحيح أو استبدال الطفرات الضارة التي تسبب المرض بشكل مباشر. ومن مجالات البحث ذات الصلة العلاج بالخلايا التائية CAR، الذي يقوم بتحرير الخلايا التائية للشخص في المختبر لجعلها أفضل في مكافحة بعض أنواع السرطان، ثم يتم غرس الخلايا مرة أخرى في الجسم.

وفي ديسمبر، يبدو أن تجربة صغيرة تستخدم العلاج الجيني لإصلاح خلايا الدم الحمراء المشوهة لدى المصابين بمرض فقر الدم المنجلي قد نجحت.

ولمدة تصل إلى ثلاث سنوات بعد العلاج، ظلت خلايا هؤلاء المتطوعين تبدو وكأنها أخذت شكلها الصحيح، والأهم من ذلك، أن المرضى لم يعودوا يعانون من نوبات الألم الشديد والأعراض الأخرى الشائعة مع الخلايا المنجلية. وتبدو نتائج هذا البحث وغيره مثيرة للإعجاب لدرجة أن هذا قد يمثل علاجا حقيقيا للاضطراب الوراثي.

وقد تشمل التطبيقات القادمة الأخرى للعلاج الجيني اضطرابا جلديا مؤلما يُعرف باسم انحلال البشرة الفقاعي (يُسمى أيضا مرض الفراشة)، والهيموفيليا، والمزيد من أنواع السرطان.

يبدو أن حلم توفير إمدادات ثابتة من الأعضاء لأولئك الذين يحتاجون إليها قد أصبح أقرب إلى الحقيقة، حيث أنه في عام 2021، نجح فريقان بحثيان مختلفان في زرع أعضاء مصدرها الخنازير المعدلة وراثيا في البشر المتوفين دماغيا. وفي عام 2022، أجرى فريق من ولاية ماريلاند أول عملية زرع قلب خنزير معدل في العالم لمريض مصاب بمرض عضال. وفي عام 2023، أجرى الأطباء عملية مماثلة بزراعة كلى خنزير.

وتم تعديل الخنازير لتصبح أكثر توافقا مع البيولوجيا البشرية، على سبيل المثال، لم تعد تنتج السكر في عضلاتها ما من شأنه أن ينشط جهاز المناعة البشري.

وقد أظهرت هذه التجارب الأولى أن أعضاء الخنازير يمكنها البقاء على قيد الحياة بعد عملية الزرع دون أن يرفضها جهاز المناعة البشري على الفور. ولكن الأمر سيستغرق تجارب سريرية لإثبات أن التكنولوجيا يمكن أن تطيل عمر المتلقين حقا، وقد يستغرق الأمر المزيد من الوقت قبل أن تصبح هذه الأعضاء فعالة مثل تلك التي يتبرع بها البشر.

و للأسف، توفي أول مريض على قيد الحياة يتلقى قلب خنزير بعد شهرين من العملية، ولكن بالنظر إلى النقص المستمر في الأعضاء، فهو علاج سيكون منقذا لحياة الكثيرين في المستقبل القريب.

عن y2news

اترك تعليقاً