وبحسب تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد احتجزت الولايات المتحدة آلاف الرجال والنساء والأطفال في سجن أبو غريب، وقُدر أن ما بين 70 و90% من المعتقلين، في عام 2003، تم اعتقالهم عن طريق الخطأ.
وذكرت الصحيفة أن حكومة الولايات المتحدة، بحسب تقرير جديد صادر عن “هيومن رايتس ووتش”، فشلت على ما يبدو في التعويض أو توفير سبل الإنصاف الأخرى للضحايا الذين تعرّضوا للتعذيب والإساءة في سجن أبو غريب وغيره من السجون التي تديرها الولايات المتحدة في العراق، وأنه لا يوجد طريق واضح لمتابعة المطالبات.
ليس حالة متطرفة
وتابعت أن سجن أبو غريب لم يكن حالة متطرفة لأن الفظائع وقعت هناك، فقد برز هذا الأمر لأن الجمهور رأى أدلة مادية تدعم ادعاءات المعتقلين السابقين، ولأنه من الواضح أنه لم تكن هناك طريقة لمحاولة تبرير الأهرامات البشرية العارية كجزء من أساليب الاستجواب اللاإنسانية.
نوايا أمريكا الحقيقية
وبالرغم من إلغاء الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما جميع المذكرات التي صدرت في عهد سلفه جورج بوش الابن، التي تسمح بالتعذيب، فإن هذه الفضيحة تلطخ سمعة الولايات المتحدة حتى يومنا هذا، وفقًا لتقرير الصحيفة، الذي أكد أن غزو العراق، الذي كان المقصود منه إعادة تأكيد التفوق العسكري الأمريكي، كان بدلاً من ذلك بمثابة ضربة قوية لمكانتها العالمية، وكان كثيرون ينظرون إلى صور أبو غريب على أنها تمثل النوايا الحقيقية للولايات المتحدة في المنطقة، ليس جلب الديمقراطية والحرية، بل القهر والإذلال.
وبالرغم من نشر البنتاغون خطة عمل لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في العمليات العسكرية الأمريكية، فإنها لم تشتمل على أيّ آلية تعويض عن حالات الضرر السابقة، باعتبار ذلك أحد أشكال المساءلة، وخطوة صغيرة نحو العدالة للمحتجزين الذين ينتظرون منذ عقدين من الزمن، وفقًا للتقرير.