لامين يامال.. من الموهبة الصاعدة إلى أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم

تحوّل الشاب الإسباني لامين يامال من مجرد موهبة واعدة في برشلونة إلى ظاهرة كروية عالمية تخطف الأضواء، بعدما تصدّر قائمة أغلى لاعبي كرة القدم في العالم وفقًا لأحدث تصنيف صادر عن مرصد CIES المتخصص في التحليلات الرياضية. بقيمة سوقية قياسية بلغت 458 مليون دولار، تجاوز يامال أسماء بحجم كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور مجتمعين، في مفاجأة مدوية تهز سوق الانتقالات العالمية.

كيف وصل يامال إلى القمة؟

بحسب تقرير شهر يونيو 2025 من مرصد CIES التابع لمركز الدراسات الرياضية الدولية، تصدّر لامين يامال تصنيف القيمة السوقية للاعبين، متقدمًا بفارق كبير على أقرب منافسيه، النرويجي إيرلينج هالاند (272 مليون دولار)، والإنجليزي جود بيلينجهام (266 مليون دولار).

ورغم أنه لم يتجاوز حاجز 5000 دقيقة لعب في الدوري الإسباني، إلا أن يامال استطاع خلال فترة قصيرة تحقيق إنجازات لافتة: التتويج بلقب الليجا مع برشلونة، الفوز بكأس أوروبا مع منتخب إسبانيا، تسجيل هدف الحسم في النهائي، والتألق ضمن التشكيل المثالي للموسم في كل من الليجا ودوري أبطال أوروبا.

عقد ذهبي يضاعف قيمته

من أبرز العوامل التي رفعت القيمة السوقية ليامال هو العقد الجديد الذي وقّعه مع برشلونة في مايو الماضي، والذي يمتد حتى عام 2031، ويضمن له راتبًا سنويًا يتجاوز 21 مليون دولار. هذا العقد، الذي يُعد من الأطول والأعلى أجرًا بين اللاعبين الشباب، شكّل نقطة تحول حاسمة في تقييم قيمته المالية.

وفي مقارنة مع بيانات يناير 2025، كانت قيمة يامال السوقية حينها أقل من نصف الرقم الحالي، ما يُظهر مدى تأثير هذا العقد الجديد والإنجازات المتلاحقة في مضاعفة مكانته على الساحة العالمية.

تقييم شامل يتجاوز الأداء

تستند آلية تصنيف CIES على مزيج من المؤشرات، من بينها عمر اللاعب، مستواه الفني، سجله من الألقاب، مدة عقده، اسم النادي، وجنسيته. وفي حالة يامال، توافرت جميع هذه العناصر في آنٍ واحد: لاعب شاب، دولي إسباني، نجم لبرشلونة، في قمة التألق، ضمن مشروع تسويقي طموح يقوده النادي الكتالوني ليكون وجهه الجديد على الساحة العالمية.

تراجع مبابي وصعود المنظومة

اللافت أن كيليان مبابي، الذي ظل لسنوات يتصدّر هذه التصنيفات، تراجع في النسخة الأخيرة بعد انتقاله من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد. ويشير التقرير إلى أن فريق العاصمة الفرنسية لم يعد يبني مشروعه على نجم واحد، بل على منظومة تضم 11 لاعبًا ضمن قائمة الأعلى قيمة، وهو ما قلّص من الهيمنة الفردية التي تمتع بها مبابي سابقًا.

نجم المستقبل بكل المقاييس

ما يجعل لامين يامال حالة فريدة في تاريخ كرة القدم ليس فقط موهبته الفذة أو إنجازاته المبكرة، بل تلك القيمة الاقتصادية والتجارية التي بات يحملها. إنه لاعب يجمع بين الأداء العالي، الجاذبية الجماهيرية، والقدرة على قيادة مشروع كروي وتسويقي متكامل.

ومع اقتراب حفل الكرة الذهبية 2025، تُرشّح كبرى الصحف والمراكز المختصة يامال ليكون ضمن الثلاثي الأفضل، إن لم يكن الأقرب لحصد الجائزة. في عالم تتحكم فيه الأرقام، يبدو أن الرهان على يامال ليس مجرد خيار، بل استثمار طويل الأجل.