وعلى الأرض، يُنتج ثنائي ميثيل الكبريت بشكل أساسي بواسطة البكتيريا والطحالب البحرية، مما يجعله إشارة محتملة لوجود الحياة. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء حول هذا الاكتشاف، ولا يزال العلماء يتساءلون عما إذا كان يمكن الوثوق به بالفعل.
والآن، تثير أبحاث جديدة شكوكاً كبيرة حول الدراسة الأصلية المتعلقة بالكوكب، إذ تشير إلى أن عنصر ثنائي ميثيل الكبريت قد يكون موجودًا في مذنبات، مما يعني أن الحياة قد لا تكون ضرورية لتكوينه، وهذا الاكتشاف يضع علامة استفهام حول استخدام هذا العنصر كعلامة على وجود الحياة في الأبحاث المستقبلية.
ويشرح عالم الأحياء الفلكية إدوارد شويترمان، من جامعة كاليفورنيافي تقرير نشره موقع “ذا سبيس دوت كوم”، أنه على الرغم من أن إرسال مركبات فضائية إلى الكواكب الخارجية هو الحل الأمثل للتأكد من وجود الحياة، إلا أن هذا الخيار مستحيل حالياً بسبب التكلفة والوقت الطويل اللازم للوصول إلى هذه العوالم البعيدة.
بدلاً من ذلك، يعتمد الباحثون على تحليل أطياف الضوء التي تمر عبر الغلاف الجوي للكواكب.
وما جانبه، يقول الدكتور نيكو مادهوسودان، العالم الذي قاد الدراسة الأصلية حول الكوكب “K2-18b” إن اكتشاف ثنائي ميثيل الكبريت في غلاف هذا الكوكب قد يشير إلى احتمال وجود حياة، لكنه يعترف بأن الأدلة ما زالت ضعيفة.
وفي المقابل، يشكك بعض العلماء في هذا الاكتشاف، مشيرين إلى أن التوقيعات الكيميائية يمكن تفسيرها بأكثر من طريقة، وقد تكون ناجمة عن الغازات الأخرى أو حتى عن الضوضاء في البيانات.
وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن ثنائي ميثيل الكبريت يمكن إنتاجه من خلال تفاعلات كيميائية غير حيوية، مثل تلك التي تحدث في المذنبات.
وعلى الرغم من أن مادهوسودان يشكك في أن المذنبات يمكن أن تكون مصدرا كافيا لثنائي ميثيل الكبريت على الكوكب، إلا أن الاكتشاف الجديد يعيد فتح النقاش حول إمكانية وجود تفسيرات بديلة لهذه الإشارات الكيميائية.
ومن المتوقع أن يتم إجراء المزيد من الملاحظات بواسطة تلسكوبات متعددة خلال العام المقبل، مما قد يحسم الجدل ويكشف عن حقيقة وجود ثنائي ميثيل الكبريت في الغلاف الجوي للكوكب، وحتى ذلك الحين، يستمر البحث عن دلائل الحياة في الكون.