تعد عملية زراعة الكبد من بين العمليات الجراحية المعقدة، التي تجرى لإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو شديدة في الكبد، والتي قد تكون غير قابلة للعلاج بالأدوية.
وتتم عملية زراعة الكبد عن طريق استبدال الكبد المريض بآخر سليم من متبرع، سواء كان المتبرع حيًا أو ميتا.
أسباب إجراء عملية زراعة الكبد
وتجرى عملية زراعة الكبد عادة في حالات معينة، مثل: الفشل الكبدي المزمن، أو الحاد، الذي قد يحدث نتيجة أمراض التليف الكبدي، والتهاب الكبد الفيروسي المزمن، والتسمم الكبدي الحاد.
ومن الأسباب الأخرى التي قد تستدعي زراعة الكبد، هي السرطان الكبدي، حيث يعتبر العلاج الوحيد لإنقاذ حياة المريض، هو زراعة كبد جديد.
وفي حالات أخرى قد يتم اللجوء إلى زراعة الكبد كخيار علاجي للمصابين بأمراض وراثية تؤثر على الكبد، مثل: مرض ويلسون، أو مرض هيميكروماتوزيس.
إجراءات عملية زراعة الكبد
وتتم عملية زراعة الكبد تحت التخدير العام، حيث يقوم الجراح بإزالة الكبد التالف من المريض، ثم يزرع كبد المتبرع في مكانه، وبعد إزالة الكبد التالف يقوم الفريق الطبي بتوصيل الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية في الكبد الجديد للمريض.
وتتطلب هذه العملية مهارات جراحية دقيقة، ويمكن أن تستغرق عدة ساعات، وبعد الانتهاء منها يبقى المريض في وحدة العناية المركزة لفترة قصيرة تحت المراقبة الدقيقة.
التعافي بعد عملية زراعة الكبد
وبعد العملية يحتاج المريض إلى فترة طويلة من التعافي، قد تستغرق عاما كاملا، حسب الحالة الصحية للمريض، وعوامل أخرى تشمل العمر والصحة العامة.
ويتطلب التعافي متابعة طبية مستمرة، حيث يتم مراقبة وظائف الكبد الجديدة بانتظام باستخدام اختبارات الدم، وقد يطلب من المريض تناول أدوية مثبطة للمناعة، لتجنب رفض الكبد الجديد.
الآثار المحتملة لعملية زراعة الكبد
ورغم أن عملية زراعة الكبد هي عملية حياة جديدة للعديد من المرضى، فإن هناك بعض المخاطر المرتبطة بها.
ومن أبرز هذه المخاطر حدوث رفض للكبد المزروع، وذلك عندما يتعرف الجهاز المناعي للمريض على الكبد الجديد كجسم غريب، فيحاول مهاجمته، ولهذا السبب يعطى المرضى أدوية لتثبيط جهاز المناعة بشكل مؤقت.
كما أن هناك خطر الإصابة بالعدوى بسبب الأدوية المثبطة للمناعة التي يمكن أن تضعف الجهاز المناعي.
وأيضًا قد يعاني بعض المرضى من مضاعفات، مثل: مشاكل في الأوعية الدموية، أو تليف الكبد المتكرر، وفي حالات نادرة قد تكون هناك حاجة لعملية زراعة كبد ثانية.
الرعاية اللازمة بعد العملية
تتطلب عملية زراعة الكبد عناية طبية مستمرة طوال حياة المريض، ويجب على المريض المتابعة مع الأطباء المختصين بشكل دوري، للتحقق من صحة الكبد الجديد، والتأكد من عدم وجود مضاعفات.
ومن النصائح المهمة للمريض أيضًا اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والحفاظ على وزن صحي، كما أن ممارسة النشاط البدني بانتظام تساهم في تحسين التعافي والصحة العامة.