القلق هو رد فعل طبيعي للجسم تجاه المواقف المجهولة أو المحفوفة بالمخاطر، لكن عندما يصبح القلق مفرطًا، ويستمر لفترات طويلة، قد يتحول إلى حالة تعرف بالقلق المرضي.
ويواجه الأشخاص الذين يعانون من القلق المرضي مشاعر متصلة من التوتر والضيق الذي لا يتناسب مع المواقف التي يمرون بها، مما يؤثر على حياة الشخص بشكل كبير، ويؤدي إلى اضطرابات في الأداء اليومي.
أسباب القلق المرضي
تتعدد الأسباب القلق النفسي، ويتمثل أهمها في الضغوط اليومية، والمشاكل العاطفية أو المهنية.
إضافة إلى ذلك يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في انتقال هذه الحالة عبر الأجيال، بحيث يمكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من تاريخ عائلي للإصابة بالقلق، أكثر عرضة لهذا الاضطراب.
ومن العوامل الأخرى التي قد تسهم في القلق المرضي، وجود اختلالات كيميائية في الدماغ، كاضطراب مستويات السيروتونين، وهو الناقل العصبي الذي يؤثر على المزاج.
كما ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خلل في قدرة الدماغ على معالجة المشاعر والعواطف بطريقة صحية، مما يسهم في ظهور القلق المرضي.
أعراض القلق المرضي
تتجلى أعراض القلق المرضي في مجموعة متنوعة من التصرفات والمشاعر، فقد يشعر الشخص المصاب بالقلق المرضي بشعور دائم بالتوتر والخوف دون سبب واضح، ويصاحبه أيضًا قلق مفرط بشأن الأمور اليومية، حتى تلك التي تعتبر غير مهمة أو غير مقلقة.
كما يعاني الأشخاص المصابون من اضطرابات النوم كالأرق أو النوم المتقطع، من القلق أيضا، وقد يشعرون بالتعب والإرهاق المزمن نتيجة للحالة النفسية المستمرة.
بالإضافة إلى الأعراض النفسية يعاني البعض من أعراض جسدية، مثل: الدوار، وتسارع ضربات القلب، وضيق التنفس، وآلام الصدر، وفي بعض الحالات قد يشعر الشخص المصاب بالقلق المرضي، بعدم الراحة في الأماكن العامة أو أثناء التفاعل الاجتماعي/ بسبب الخوف من حدوث شيء سيئ أو من تقييم الآخرين لهم.
علاج القلق المرضي
لحسن الحظ يمكن علاج القلق المرضي باستخدام مزيج من العلاج النفسي والأدوية، ومن أكثر العلاجات فاعلية هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT) ، وهو نوع من العلاج النفسي الذي يساعد الشخص على التعرف على الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية.
ويساعد هذا العلاج في تعلم كيفية التعامل مع القلق وتقليل تأثيره على الحياة اليومية.
وفي بعض الحالات قد يوصي الأطباء باستخدام الأدوية، مثل: مضادات الاكتئاب أو المهدئات لعلاج القلق المرضي، وهذه الأدوية تساعد في تقليل الأعراض النفسية والجسدية للقلق، وتسمح للشخص بالعمل على تحسين حالته النفسية من خلال العلاج النفسي.
الوقاية من القلق المرضي
الوقاية من القلق المرضي تتطلب تجنب العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة، ومن المهم الحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول طعام صحي ومتوازن.
كما أن تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، واليوغا، يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق.
ومن الأمور الوقائية الأخرى التي يجب التركيز عليها هي تطوير مهارات التعامل مع الضغوط النفسية، ويمكن للشخص المصاب بالقلق المرضي، تعلم كيفية تقبل بعض الأمور التي لا يمكنه تغييرها، والتركيز على ما هو إيجابي في حياته.