وكان التعمري قد أسهم بفاعلية في قيادة منتخب النشامى إلى الفوز على العراق 3-2 بكأس آسيا التي أقيمت بداية العام الحالي في قطر، ورغم أنه لم يسجل، قد ساعد في صناعة الأهداف.
وكانت حكاية أيمن حسين في كأس آسيا أمام النشامى مختلفة تمامًا، فهو أسعد جماهيره وأحزنها، عندما أحرز هدف التقدم 2-1، لكنه بعد أن بالغ في الاحتفال (حسب تقدير الحكم) خرج بالبطاقة الحمراء، ليُكمل أسود الرافدين المباراة بعشرة لاعبين، وثمة من ذهب إلى أن طرده يتقدم أسباب خسارة العراق في تلك المواجهة التي لا تزال عالقة في أذهان الجماهير.
مراكز مختلفة.. والتأثير واحد للتعمري وأيمن حسين
صحيح أن أيمن حسين يلعب كرأس حربة صريح مع منتخب العراق وموسى التعمري يشغل الجناح الأيمن لمنتخب الأردن، لكن المقارنة بينهما لا تتعلق بالمراكز بقدر ما ترتبط بمدى فعاليتهما هجوميًا وتأثير كل منهما في نتيجة المباراة في حال كان في يومه.
ورغم اختلاف المراكز، يميل النجمان أحيانا -نظرًا لموهبتهما- إلى اللامركزية، فقد تجد أيمن حسين يخترق من الأطراف، وربما تشاهد التعمري كرأس حربة يسجل الأهداف.
والشيء المشترك بين الجانبين، أن كلاهما تعرّض للإصابة مؤخرًا، حيث عُولج أيمن حسين في الكويت، فيما كان يخضع التعمري للعلاج المناسب في فرنسا.
وهما كذلك يتقاربان في العمر، فأيمن حسين (28 عامًا) وموسى التعمري (27 عامًا)، ولا يزالان في قمة عطائهما الكروي، والمسؤولية التي تقع على عاتق كل منهما كبيرة في مباراة الغد، حيث يطمح كل منهما إلى لعب دور الحسم، وهنا يقفز إلى الأذهان السؤال، من سيتمكن من صعود “جذع النخلة” وهو اسم الملعب، من خلال ما سيقدمانه من عطاء وسحر واستحواذ على مزيد من أضواء النجومية، حسين أم التعمري؟
هو تحدٍّ خاص يجمع بين نجمين يستحوذان على الجماهيرية الكبرى لمنتخب بلادهما، وهما يوقنان هذه الحقيقة جيدًا، وينتظران الموعد بفارغ الصبر، كذلك تجمعهما علاقة طيبة، فقد سبق للتعمري في تصريحات سابقة أن فضل أيمن حسين على لاعبين كثر.
أيمن حسين.. مهاجم العراق الأول
وبالعودة إلى مسيرة أيمن حسين، فإنه بدأ لعب كرة القدم عام 2009 مع فريق العلم العراقي ثم انتقل إلى نادي الطوز، وانتقل ليلعب لدوري المحترفين أول مرة عبر بوابة غاز الشمال.
وتنقل مهاجم العراق الأول على امتداد مسيرته الكروية بين عدة أندية، فلعب لدهوك والنفط والشرطة ثم عاد للنفط، قبل أن يخوض أول تجربة احترافية خارجية في موسم 2018-2019 مع الصفاقسي التونسي، وفي الموسم الذي يليه عاد للعراق ولعب للقوة الجوية.
وعاد حسين ليحترف خارجيًا من جديد عبر بوابة أم صلال القطري ثم لعب لاحقًا للمرخية، قبل أن يتوجه إلى الإمارات ويلعب للجزيرة والإمارات. وفي العام الماضي، احترف حسين مع الرجاء المغربي، لكن تم إنهاء عقده سريعًا، فعاد إلى القوة الجوية، ومع بداية العام الحالي عاد للدوري القطري ووقع للخور.
وعلى العكس تمامًا، فإن محطات التعمري الاحترافية كانت قليلة لكنها متنوعة للغاية، فهو لم يلعب كثيرًا في الأردن، حيث انطلق عبر الفئات العمرية بنادي شباب الأردن حديث العهد، وتدرج وصولًا للفريق الأول وتمت إعارته لفترة قصيرة لنادي الجزيرة ولم يتأخر في انضمامه إلى المنتخبين الأولمبي والأول بدءًا من عام 2017.
وفي موسم 2018 باع نادي شباب الأردن عقد التعمري إلى نادي أبويل نيقوسيا القبرصي في صفقة تعد الكبرى بتاريخ لاعبي الكرة الأردنية وبلغت نحو 3 ملايين دولار، وبعد موسمين انتقل إلى أود هيفرلي لوفين البلجيكي في عقد امتد لثلاثة مواسم، قبل أن يستقر العام الماضي مع مونبلييه الفرنسي.
السمات الهجومية لحسين والتعمري
لكل لاعب منهما سمات تختلف عن الآخر، لكن كليهما يعد مصدر الخطورة الأول في منتخب بلاده، فأيمن حسين يمتاز بحسه التهديفي الكبير، ويعرف متى يتحرك ويتخذ المكان المناسب للتسجيل، ويتمتع بقامة طويلة يصعب على المدافعين منافسته، وهو قوي البنية في الالتحامات مما يساعده في تخليص الكرات والاستحواذ عليها.
في المقابل، فإن التعمري الذي يلعب كجناح أيمن، ويسدد باليسرى، يمتاز بسرعته الفائقة وقدرته على اتخاذ القرار المناسب وبخاصة عندما يكون تحت الضغط والمراقبة، ويملك قدمًا قلّما تخطئ الشباك، وله رؤيته الخاصة في الملعب، حيث يعرف كيف يختصر الطريق إلى المرمى، وإذا مرر فإن تمريراته تتصف بالدقة والذكاء.
وسجل أيمن حسين في التصفيات المونديالية الحالية 4 أهداف لمنتخب العراق في الدور الثاني، و3 أهداف في الدور الثالث والحاسم ليرتفع مجمل أهدافه إلى 7.
من جهته، أحرز موسى التعمري لمنتخب النشامى 5 أهداف في الدور الثاني، وهدفًا واحدًا في الدور الحاسم الذي لم يلعب به سوى مباراة الكويت وغاب بعدها عن 3 مواجهات قبل أن يتعافى من الإصابة حيث سيشارك في مباراة الغد ضد العراق في البصرة.